الولادة وتداعياتها
تتلهف الأم في آخر أيام حملها لحلول موعد الولادة بأسرع مايمكن,وأخيراً ينتهي انتظارها فتبدأ آلام المخاض وتنبثق كأمواج تبلغ ذروتها لتعود الى الانخماد بعد ذلك,وتتوفر فرصة الراحة للأم بين نوبات الآلام الناشئة عن تقلصات الرحم.
يحسن بالأم أن تحتفظ بهدوئها في هذه الأثناء وتأخذ أنفاساً عميقة وتستعد للمراحل القادمة بصبر وطول بال.
تتسارع تقلصات الرحم وتستد قوتها واخيراً وبعد تحمل تثير به الأم الدهشة والاعجاب يحين موعد لطالما خفق قلبها في انتظاره,موعد الولادة وسماع صوت الطفل يعلو باكياً صارخاً,وقطع الحبل السري ووضع الوليد الجديد على صدر أمه,هكذا يتم الاحتكاك الجلدي الأول بينهما فتلقي الأم النظرة الأولى على هذا المخلوق الجديد,لقاء تودع معه ذكره المتاعب والآلام في سجل النسيان وتعم كيان الأم فيه مشاعر حب ومودة لاحد لها.
بورك في ميلاده
هل هنالك من يتعهد بمهام الرضاعة والعناية بالوليد الوافد تواً وبتوفير الهدوء النفسي له أفضل من الأم؟ حضنها مهده ومأمنه المنشود وعصارة وجودها طعامه المطلوب والمحبوب.
إنها تلمسه وتقبل خديه الوردتيتن,تداعبه وتضمه الى صدرها وتتحدث اليه بلطف.
بإمكان هذا الوافد الجديد ان يلقم ثدي أمه منذ اللحظة الأولى لوفوده الى عالمها فيمتص البأ,أول حليب يمنحه مع كل قطرة من قطراته الحياة واللذة في الهدوء والدفء اللذين يشعر بهما وهو يستند الى ذراعي أمه ويمتص حليبها الجاهز,رائحتها المألوفة وضربات قلبها الذي داعبت ترنيمته مسامعه على تسعة أشهر,كلها أمور تبشره إضافة الى العواطف والاسناد الأبوي بانطلاقة حياة سوية ممتعة.