التبعات السلبية للتغذية الصناعية
إبان تصنيع الحليب يحتمل تعرضه للتلوث مما يزيد من احتمال إصابة الرضع بالمرض.
فكمية الفيتامينات المتوفرة في حليب البقار غير كافية لسد حاجة الرضيع اليها مما يولد الحاجة لدى الرضع من الحليب الصناعي الى تعاطي فيتامينات مكملة.
فالحديد المتوفر في حليب البقار والحليب الصناعي غير قابل للامتصاص في الأمعاء بدرجة حديد حليب الأم,وعلى هذا تكون حالة فقر الدم الناشىء عن عوز الحديد أكثر تبلوراً بين رضع الحليب الصناعي.
وبالنظر لزيادة الأملاح المعدنية في حليب البقار وعدم تناسب كمياتها مع بعض,يزداد احتمال تبلور حالات مثل نقص الكالسيوم لدى الرضع منه.
وحليب الأم أسهل هضماً من حليب البقار أو الحليب الصناعي اللذين يفتقران الى بعض العناصر الضرورية لنمو الدماغ أيضاً.
لايتلاءم تركيب الدهنيات المتوفرة في حليب البقار مع وضع الرضع وتكون دهنيات حليب الأم أسهل هضماً منها.
ويزداد احتمال الإصابة بالالتهابات والأمراض لدى رضع الحليب الصناعي حيث تبلغ حالات الإصابة بالاسهال في البلدان النامية (25) ضعفاً مقارنة مع غيرهم.
ويكون اسهال رضع الحليب الصناعي أكثر حدة كما يرتفع احتمال ظهور أعراض النشفان وكذلك تحول الاسهال الى اسهال مزمن لديهم,وهي العوامل الأهم في ظهور حالات سوء التغذية وزيادة معدل الوفيات.
ويرتفع معدل الإصابة بالالتهابات التنفسية لدى رضع الحليب الصناعي الى ضعفين وبالتهاب الاذن الوسطى الى ثلاثة أو أربعة أضعاف والإدخال الى المستشفى الى عشرة أضعاف قياساً الى رضع حليب الأم.
ويرافق الرضاعة الصناعية عادة تزييق الصدر والزكام الطويل الأمد والحساسية.
وتتقلص الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض سكر الدم وبعض أنواع السرطان لدى رضع حليب الأم قياساً الى رضع الحليب الصناعي.
وتتقلص درجة تفاعل رضع الحليب الصناعي مع أنواع التطعيمات الفمية والحقنية وتزداد حالات تلف الاسنان لديهم لاحقاً.
كما ثبت ان المواليد الغير متكاملي النضج الذين يرضعون حليب أمهاتهم يحظون بنمو دماغي أفضل.
ولمعدل هذا النمو ارتباط مباشر مع طول أمد الرضاعة الطبيعية.
وبالنظر لاختلاف طريقة مص الثدي عن مص زجاجة الحليب أو الحلمة الصناعية فإن استمعال أي منهما قد يفضي الى الإخلال في سيلان الحليب لدى الأم المرضع أو إيقافه.
وقد يتمخص عن النفقات المفروضة على عاتق الأسرة جراء اعداد الحليب الصناعي والتي قد تتجاوز مجموع دخل الاسرة,مشاكل وصعاب يتخبط فيها اعضاؤها,وقد يضطرهم عدم كفاف الحليب الى ترقيقه مما يؤدي الى زيادة احتمال الإصابة بسوء التغذية والوفاة عند الرضيع.
وبالنظر لشيوع الأمراض لدى رضع الحليب الجاف وارتفاع احتمال ادخالهم الى المستشفى وبالتالي صرف كمية أخرى من دخل الأسرة في هذا السياق واستطراداً انخفاض نصيب باقي أعضاء الأسرة منه فإن هذه النفقات تحدد الميزانية التي يمكن أن تكرس لتوفير الامكانات الرفاهية للأسرة.
وإضافة الى الأمور المذكورة فإن الأم تضطر لصرف قدر أكبر من وقتها لاعداد الحليب مما يؤدي الى تقلص الفرصة اللازمة لرعاية باقي أطفالها.
إن رضاعة الطفل من حليب أمه يمنح الأم هدوءاً عاطفياً ونفسياً يلعب دوراً حاسناً في تنعم الأسرة بالهدوء النفسي.
ليس بخفي على الأذهان ما تتعرض له البلدان في الحقل الاقتصادي من تبعات سيئة جراء الرضاعة الصناعية حيث يتوجب,كما ذكرنا,صرف مبالغ باهضة لاعداد الحليب الصناعي والماء والوقود.
تضاف اليها كافة الأدوية والعلاج في البلاد بالنظر لزيادة احتمال تعرض رضع الحليب الصناعي للأمراض.
وإضافة الى هذا فإن اهمال دور الرضاعة الطبيعية في تنظيم الأسرة يفرض عليها نفقات باهضة في سياق منع حمل الأمهات,كما أن احجام الأم عن الرضاعة يجعلها أكثر عرضة لفقر الدم وسرطان المبيضين والثديين,والتي يستنزف علاجها بدوره مبالغ أخرى.
المصدر: تغذية الرضيع (المبادىء العلمية والعملية).
الخميس سبتمبر 20, 2007 11:46 am