الاحتياجات العاطفية للمواليد الجدد
يكون المولود الإنسان أكثر تعلقاً بأمه من مواليد سائر الثدييات الاخرى,وعلى الام تلبية جميع احتياجات طفلها في هذه الفترة,ومن هذه الاحتياجات الاحتياجات الغذائية والعاطفية للطفل.
يكون الوليد الطبيعي عند ولادته أو بعد مضي ساعة أو ساعتين (أي بعد معدل زمني يقارب 40 أو45 دقيقة) في وضع نفسي هادىء وفكري متيقظ فيتأمل في هذه الفترة وجه أبويه وعينيهما وبامكانه التفاعل مع الأصوات.كأن الوليد يختار في هذه الأثناء أفصل أساليب التعاون مع أبويه وأتمها.
ويتحتم نيل الإفادة الأمثل من الفرصة المتاحة بأن نمتنع عن اتخاذ أي إجراء يخل بارتباط الأم والوليد خلال مدة قد تمتد الى ساعة أو ساعتين منذ لحظة الولادة وأن نأجل جميع الاجراءات الضرورية الأخرى مثل قياس وزن الوليد أواعطائه فيتامين (k) وما إليهما بعد هذه المدة.
ومن أهم مزايا احتضان الوليد في هذه الفترة الحساسة وبدء رضاعته هي فاعلية هذه الخطوة في مد جسور ارتباط عاطفي وطيد بين الأم والوليد يكون من شأنه إضافة الى ترسيخ مقومات الصحة النفسية للأم وتهدئة مشاعرها,أن تلبي الحاجة النفسية والعاطفية للطفل وتشيد دعائم تمتع الوليد في المستقبل القريب بالاتزان الروحي والنفسي أيضاً.
وبالنظر لسهولة تعرض الوليد الى أقسى تبعات الإصابة بمختلف أنواع الالتهابات فإنه بتناول أولى قطرات اللبأ من ثدي الأم لايحقق التغذية الأفضل فحسب بل يتزود بأقوى الدروع الواقية ضد أنواع الالتهابات.
إن الإسراع في بدء ارضاع الطفل بسبب يقظة الوليد ونباهته يزيد من احتمال تحقيق النجاح في هذ ا السياق ويعمق ثقة الأم بنفسها,كما أنه يمنحها فرصة أكيدة لمواصلة الرضاعة حتى أمد طويل.
المصدر: تغذية الرضيع (المبادىء العملية والعلمية).