لاحياة بدون حب

لاحياة بدون حب
من المثير للدهشة كيف أن مشاعرنا تتحكم بأفعالنا، وكيف أن أفعالنا تتحكم بالنتائج المترتبة عليها. فإذا كانت مشاعرنا إيجابية، أتت النتائج إيجابية، والعكس صحيح. وعندما نصل إلى العلاقات بين الدول، نجد أن الكثير منها تبنى على مشاعر سلبية. لن نقوم بطرح أمثلة هنا،

ولكن من المؤكد تأكيدا لا شك فيه، أن الدول التي تتبنى سياسات الهجوم والتهديد والوعيد والاتهام يفتقر دبلوماسيوها إلى صفة الحب. ذلك الحب الذي ينبع من القلوب السخية والذي هو أصل كل المشاعر الإيجابية في الكون. فالإنسان المحب يترفع عن الصغائر ويتخذ قرارات تدعم الصالح العام.

أعني بالصالح العام كرتنا الأرضية، فنحن متحدون فيها، شئنا أم أبينا ولا بد لنا بنو البشر أن نعمل فيها كمؤسسة واحدة وفريق واحد، يستنهض فيها القوي الضعيف، ويمد له يد العون، ليقف على قدميه، ويشارك في صنع مستقبل لصالح جميع بني البشر.

ليتنا نأخذ بعض الوقت لنفهم بعضنا بعضا، وليتنا نناقش الأمور بإيجابية، وليت لنا خطط عمل مشتركة، وليتنا نتخذ قراراتنا معا. إن ما يصون الوحدة والاتحاد تحقيق جميع الأطراف لاحتياجات الجميع بمعزل عن الأنانية المستحكمة.

في العلاقات جميعها، سواء كانت بين الدول أم بين الأفراد، الشر المستطير هو المال. كم انهارت علاقات بسبب النزاع على المادة، وكم ابتأست شعوب فضل حاكموها الاستئثار لأنفسهم بخيرات الدول. لقد خلق الله المال لاختبار نفس الإنسان التواقة إلى الجمع والكنز، ومن المفارقة أن هناك مقولة مفادها بأن المال «وسخ الدنيا»، إلا أن الإنسان يهيم حبا بذلك الوسخ، ويفضل أن يلوث به علاقاته، على أن يعيش بمعزل عنه!!

الحب أصل الوجود، وأصل جميع المشاعر الإيجابية، فمن الحب ينبع الإخلاص، ومنه أيضا ينبع الاحترام والولاء والتسامح والرفق والعطف. أما علاقاتنا فهي كالأشجار التي إذا لم يتم تغذيتها بالحب وما ينبع عن الحب، فإن الحياة فيها تيبس. هل نحن بحاجة لدروس في الحب؟ قطعا نعم. فالحال الذي إلنا إليه في كرتنا الأرضية، دليل على جهلنا بالحب، ودليل على تخلفنا وهمجيتنا ووحشيتنا.

القرار بيدنا نحن بني البشر، فبإمكان أرواحنا أن تتلاقى وتتحد بالرغم من اختلاف ألسنتنا، وبإمكان شمس الغد أن تسطع على عالم يعمه السلام، والأمن والطمأنينة. وبإمكاننا أيضا الاستمرار في البغض والكره والحقد والحسد. إني أؤمن بوجود الحب المعجز، الذي ينبت من الحب نباتا أخضر يعج بالحياة،

والذي يبعث الروح في مدينة بإشراقة شمس واحدة. تلك الشمس التي لو استمدينا منها قدرا من العزيمة والإصرار وسرقنا من براكينها شعلة تبث القوة في أرواحنا، لانبعث وهج الحب من أعيننا. ذلك هو الحب، إنه الذي يصل إليه في نهاية المطاف كل طلاب العلم.

مشكور جدا جدا جدا على هذا الموضوع ,,,
بالفعل لا حياة بدون حب

الغالي zangoor أسعدني مرورك على صفحتي وردك الجميل
لاحياة بدون حب 45bf287880